يعتبر المسرح في حدّ ذاته مدرسة للثقافة وصقل الوعي وتنمية القدرات، هو مدرسة الحياة بأبعادها وديمومتها وحركتها، إذ لا شروط للتعلم والتزود بالمعرفة، ولا حدود للتعبير عن الطموح والتطلّعات
الثقافة بمفهومها الشامل، مجموعة المعارف والخبرات والمعتقدات، التي يكتسبها الشخص بطريقة عفوية بمرور الوقت، أما التعليم؛ فهو عملية منظمة، يكوّن الأشخاص من خلالها قدراتهم
لم يتوقف الإبداع العربي يوماً عن العطاء والتجدّد، منذ عصور الازدهار والإشعاع الثقافي والأدبي، مروراً بتألق الفكر الحضاري وإسهامات العلماء العرب العلمية،
لم يمر وقت على الإنسانية كانت بحاجة فيه إلى الشعر كما هي اليوم؛ على الرغم من المآسي والحروب والمفاصل التاريخية والمتغيّرات الاجتماعية والثقافية، بل على العكس كان الشعر حاضراً بقوة في التعبير والتغيير
إنْ كانت اللغة العربية لغة حياة وثقافة وعلم ووحي، فإنّ الحروف العربية سيرة هذه اللغة وزينتها المتلألئة سحراً وجمالاً، وهي النبض الدائم الذي يسري في عروق الكلمات، وواحة التعبير التي تضفي على الوجود
يُعيد معرض الشارقة الدولي للكتاب، كتابة التاريخ العربي المجيد والمحطّات المضيئة لازدهار الثقافة والفكر والأدب والعلم، يوم كانت حركة التأليف والترجمة تشعّ إبداعاً وإنتاجاً وتواصلاً
تمرّ المجتمعات الإنسانية بمراحل مختلفة وتحوّلات عاتية، وتتحرّك بين محطات ومنعطفات تاريخية مهمّة، فتسير نحو التغيير، سواء بملء إرادتها، أو نتيجة التطوّرات، لتعيد تشكيل ذاتها وأدواتها وأنماط عيشها
عندما تكون هناك رؤية واضحة وثاقبة ومتّقدة، تتكئ على أسس صلبة وهمم عالية، وعندما تتبلور استراتيجية وطنية تتّسم بالإرادة والصدق والطموح
ايزال المثقف العربي واقفاً، يجاهد ببسالة، ممسكاً براية الإبداع والتنوير، ومتمسكاً بحصن الحضارة والثقافة والتاريخ، ولا يكاد يدخل في أزمة، حتى يخرج أكثر قوة ووضوحاً، وأشدّ رؤية وحرصاً على المستقبل ودوره الوطني والمعرفي