حسن ناجي، شاعر وكاتب دراما مسرحية وإذاعية وتلفزيونية، كتب للإذاعة الأردنية أكثر من ألف حلقة درامية، وللتلفزيون الأردني (60) ساعة، أما للمسرح فقد عُرض له أكثر من (80) عملاً مسرحياً (مسرح مدرسي، مسرح أطفال، مسرح كبار)، شارك في خمسة عشر مهرجاناً مسرحياً محلياً وعربياً، وفازت مسرحيته الشعرية للأطفال (الكنز) في مهرجان السويس عام (1988م) بالجائزة الأولى، كما أصدر ثلاثين كتاباً في المسرح والشعر والزجل الشعبي، والدراسات الأدبية؛ خاصة الدرامية.

¯ حسن ناجي أين يجد نفسه بين هذه الفنون التي كتبها؟
-أجد نفسي في المسرح، فهو بوابة الفنون فكتبته نثراً وشعراً وزجلاً، وكتبني إنساناً يعشق الحركة ويرفض السكون، فالحركة حياة والسكون موت، كان يريدني حياً لأكتبه، وأريده نصاً لأبقى على قيد الحياة.
¯ كتبت المسرح التعليمي للمدارس، ومسرح الطفل، ومسرح الكبار ومسرح الدمى، فهل وجدت في هذه الأنماط المتعددة من تشابه أو تضاد؟
-أنا موجود في كل نصِّ كتبتُه، وبغير ذلك سأجد نفسي غريباً عن الشخوص والأحداث، صدقاً أقول إن الشخوص تعيش معي أثناء الكتابة، ولا تغادرني أبداً، وكم يطيب لي أن أراها على خشبة المسرح بكل نبض الحياة فيها، أنظر إليها فأراها تعرفني، وتبتسم لي.
¯ كتبت المسرح الإيمائي (بانتو مايم) للصم، وكتبت المسرح السمعي كما تسميه أنت للمكفوفين، فهل لك أن تحدثنا عن هاتين التجربتين؟
-في عام (1976م)، افتتحت وزارة التنمية الاجتماعية مدرسة مختلطة لتعليم الصمّ في إربد القراءة والكتابة، والطلاب دون سن الخامسة عشرة، فزرتها في ذات السنة أنا والمخرج المسرحي باسم دلقموني الذي أعتبره من أفضل خمسة مخرجين مسرحيين في الأردن، وكان هدفنا أن نقدّم لهذه الفئة ما نستطيعه من فنون مسرح (البانتومايم) لكننا فوجئنا أن هذه الفئة قادرة على التمثيل المسرحي فتشجعنا لكتابة وإخراج مسرحية أبطالها من المدرسة ذاتها، فتعلمت لغة الإشارة من المعلمات والطلاب خلال أسبوع فقط، وكتبت نصّاً مسرحياً قاموا بأدائه مع المخرج باسم وترجمتي بالإشارة لتعليماته، ثم تعرّفت من خلال أهالي الطلاب إلى مجموعة من الشباب والشابات الصم، وبدأنا معهم مشوار المسرح؛ أنا أقوم بالكتابة والإخراج أكثر الأحيان، ويساعدني المخرج باسم في إخراج بعض المسرحيات، فقد وصل عدد المسرحيات إلى ثماني عشرة مسرحية، كتب بعضها الشباب الصم وأحدهم أخرج مسرحيتين تحت إشرافي، ثم فكرت بتأسيس نادٍ خاص لهذه الفئة، وبالفعل تم تأسيس النادي في (1980م)، وهو موجود حتى اليوم يمارس نشاطاته.
أمّا المسرح السمعي، وهكذا اخترت له الاسم الخاص بالمكفوفين فالفضل فيه للفنانة المخرجة المسرحية الكفيفة روان بركات، وهي التي تخرجت في الجامعة الأردنية قسم الفنون إخراج مسرحي، فقد طلبت مني التعاون لكتابة مسرحيات للمكفوفين فكتبت اثنين وعشرين نصاً مسرحياً، وهو يشبه المسرح الإذاعي وقام بالتمثيل كبار ممثلي الأردن منهم داوود جلاجل، وعبد الكريم قواسمة، وزيد خليل، وسهير فهد، ومن المعروف أن المسرح السمعي سماعي فقط مع موسيقا دون ديكور، وقد نجحت هذه التجربة، وما زالت روان تقوم بنشاطات لهذه الفئة من المعاقين.
¯ أعرف أن مسرحياتك التي شاركت بها في المهرجانات قد حصلت على جوائز، هل تحدثنا عن ذلك؟
-نعم، لقد فازت لي أكثر من مسرحية في المهرجانات وهي: مسرحية الكنز في مصر/ السويس، حكايات ثعلوب عمان/ الأردن، ومسرحية داليا سوسة/تونس
و عمان/ الأردن، ومسرحية المنجم عمان/ الأردن، ومسرحية دفاتر الثلج عمان / الأردن، ومسرحية عسل الدبابير عمان / الأردن، ومن المعروف أن المسرحية تتوزع جوائزها على المؤلف والممثلين والمخرج والملحن والديكور وغيره، ومجموع ما فازت به هذه المسرحيات خمس وعشرون جائزة.
¯ كيف وجدت نفسك كاتباً مسرحياً، نثراً وشعراً وزجلاً؟
-لقد بدأت قارئاً للقصص الشعبية ومازلت ،خاصة الزير سالم وعنترة و سيف بن ذي يزن وأبو زيد الهلالي، وأنت تعرفين أن هذه القصص يتخللها النثر والشعر الفصيح والزجل، وقد تأثرت بهذا الأسلوب وبدأت محاولاتي الأولى في المرحلة الثانوية، ونجحت مع أحد زملائي بتقديم تمثيليات قصيرة في المدرسة، في مرحلة التوجيهي انتسبت إلى النادي العربي في إربد، وبدأت بتقديم مسرحيات بتأليف مشترك بيننا، ثم أخذ كل منا منحى خاصاً به في الكتابة المسرحية، واستمرت كتاباتي المسرحية مزاوجة بين النثر والشعر والزجل، حتى إنني قدّمت للإذاعة الأردنية برنامجاً درامياً زجلياً من ستين حلقة بعنوان (وقّف نحكي).
¯ وماذا بعد أيها الشاعر والمسرحي؟
-أودّ أن أقول لكل فنان اترك بعدك بصمة تدلّ عليك، وتكون بوصلة لمن أراد الوصول، وأنا أراني في كل ما كتبت، وبوصلتي أنني في (1986م)، أسست مع زملائي فرقة فنية مسرحية كانت أول فرقة في الأردن اسمها (فرقة مسرح الفن)، إربد، وقدمت هذه الفرقة اثني عشر مهرجاناً مسرحياً محلياً بالتعاون مع وزارة الثقافة، وشاركت في عشرة مهرجانات، وحصلت على جوائز كثيرة، وقد وكانت الفرقة بوصلتي لأنني أؤمن بالعمل الجماعي.