نافذة الثقافة العربية

يلقى اهتماماً عربياً وإسلامياً

يعقوب شاورية: فن الخط حافظ على أصالته وجمالياته

الكاتب : جمال عقل

المزيد من المواضيع للكاتب
العدد الأربعون Feb, 01 2020

يعتبر الخط العربي من الفنون المهمة في مسيرة الفنون الإسلامية عبر السنين، وقد شهد هذا الفن العديد من المراحل التطويرية، عبر الكثير من التجارب والمساهمات الفنية لعدد من الخطاطين، حتى وصل إلى ما وصل إليه من الحضور اللافت في الفن العربي والعالمي... نلتقي مع أحد الخطاطين الذين اشتغلوا على هذا النوع من الفن وبرعوا فيه عبر نتاجهم الفني المميز بكتابة كافة أنواع الخطوط العربية، من خلال لوحات فنية، تعمل على ترسيخ هذا الفن، وتوثيق مراحله، هو الخطاط الأردني يعقوب شاورية..

¯ حدثنا عن تجربتك مع كبار الخطاطين؟

- من يُمن الطالع أن دراستي لفن الخط العربي تزامنت مع فترة ازدهار ونضج هذا الفن الرفيع، ومع اهتمامي المسبق والذي هيأني لتلقي الخط من منابعه الصافية، كأستاذنا الكبير الراحل هاشم البغدادي، إذ تلقيت فن الخط العربي على يد بعض تلامذته وممن سار على نهجه، مثل الحاج مهدي الجبوري والدكتور سلمان إبراهيم وحميد السعدي وعمر الرفاعي وجاسم نجفي وعباس البغدادي.

وكان ممن أجازني بخط النسخ والثلث والنستعليق، شيخ الخطاطين العراقيين الحاج مهدي الجبوري (1926-2015م)، ولا يفوتني كذلك ذكر من تربطني بهم علاقة الخط مثل عبدالله عثمان، ونقيب الخطاطين المصريين مسعد خضير البورسعيدي.

من أعماله

¯ أين يقف الخط العربي من الفنون الأخرى اليوم؟

- يعتبر الخط العربي العمود الفقري للفن الإسلامي، إذ حافظ على أصالته عبر قرون مرت جنباً إلى جنب مع لغة القرآن الكريم، فبرع كبار الخطاطين وتنافسوا على كتابة نُسخ من المصحف الشريف بخطهم، وأصبح هذا الفعل مُزكياً ومضماراً للسباق في أقطارهم، كما تفرع عن هذا الفن ما يعرف بفن الحروفية، فتشكلت لوحة التشكيل الحروفي، وأخذت بعداً جمالياً مبهجاً ومبهراً على يد كبار الخطاطين، والتشكيليين أيضاً، كما تفرعت الزخرفة كذلك على هامش فن الخط لتدخل مجال الفن التطبيقي التشكيلي.

 

¯ ماذا تنصح من يرغب بتعلم الخط العربي؟

- أتوجه لمن يرغب بتعلم الخط بأن يأخذه من أصوله، والالتزام بأخذه على يد أستاذ مجاز ومقر له بالأهلية، وأن يلتزم بدراسة نوع واحد من الخطوط العربية، ولا ينتقل إلى غيره إلا بعد أن يجيده ويُجاز فيه، كما أن للقرطاسية بُعداً مهماً في تعلم الخط من ورق وحبر، كالحبر العربي الذي وفقت بحمد الله في تصنيع نوع من الحبر حمل اسمي لدى الخطاطين، وهو الحبر اليعقوبي الذي لاقى رواجاً بين العديد من الزملاء الخطاطين في مختلف الأقطار العربية كما دونت به بعض النسخ من المصاحف.

¯ حدثنا عن مشاركتك بفعاليات الشارقة للخط العربي؟

- تعطي الشارقة الخط العربي أهمية كبيرة من خلال المعارض والفعاليات المختلفة التي تهتم بهذا الفن، وكان لي مشاركة ببينالي الشارقة عام (2006) ضمن خط الثلث والنسخ والإجازة، ولي العديد من الأعمال المقتناة هناك، إضافة إلى قيامي بعمل ورشة فنية في فعالية مهرجان الفنون الإسلامية خصصت لصناعة الحبر التقليدي، وورشة أخرى لصناعة وتحضير الورق المقهر. إضافة إلى عمل ورشة لخط النسخ على هامش مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية أيضاً.

¯ كيف ترى الاهتمام بالخط العربي من المؤسسات الثقافية في الإمارات؟

- كلمة إنصاف تقال، إن الفعاليات الثقافية لحكومة الشارقة قد أولت الخط العربي اهتماماً خاصاً من بين المنظومة الثقافية العربية، وكان على رأسها اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة، وذلك من خلال العمل على تحفيز هذا الفن من خلال الفعاليات المختلفة للفنون الإسلامية خاصة.

كما أنوه هنا أيضاً في هذا المجال بتبني المعارض الفنية للخط العربي في الإمارات، ولا يفوتني هنا التذكير بالدور الرائد للمبدع محمد المر، والذي عمل على نشر ثقافة اقتناء لوحات وأعمال الخطاطين.

 

¯ هل أنت مطمئن إلى مستقبل الخط العربي؟

- نعم أنا مطمئن إلى مستقبل الخط العربي، لأن هذا الاطمئنان يعود أساساً للغة الأم، اللغة العربية الشريفة، اللغة التي هي وعاء ديننا الحنيف والقرآن الكريم، فالله تعالى تعهد بحفظ كتابه الكريم، وهذا حفظ حقيقي لها كذلك.

 

¯ كيف ترى تأثير التكنولوجيا في الخط العربي؟

- التكنولوجيا سلاح ذو حدين، إيجابي وسلبي معاً، الإيجابي يتمثل بتقنيات السرعة واللون والتوصيل ليس إلا، بينما السلبي هو العجز عن استخدام وهج الإبداع وسر إعجازه، فاليد المبدعة لا يمكن أن تجاريها الآلة الصماء على الإطلاق، وذلك انطلاقاً من أن عيون الفنان في إصبعه، وإبداعه سرّ يبوح به ويسري من الفكر والوجدان.